وسبيل المتشابه أن يحمل على المحكم ويرد إليه وذلك في الفقه كثير نحو قوله تعالى ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان (1) قرئ بالتخفيف وبالتشديد (2) (3). فمن قرأ بالتخفيف احتمل أن يكون المراد به عقد اليمين واحتمل أن يريد به اعتقاد القلب بأن يكون قاصدا إلى اليمين فيكون تقديره لما قصدتموه من الأيمان وتقدير الأول ولكن يؤاخذكم باليمين المعقودة وهي التي تعقد على حال مستقبلة فقراءة التشديد لا تحتمل إلا وجها واحدا وقراءة التخفيف تحتمل معنيين فوجب حمل ما احتمل وجهين على مالا يحتمل إلا وجها واحدا لأن الله تعالى أمرنا بذلك في قوله تعالى الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (5) فجعل المحكم أما للمتشابه وأم الشئ هي منها ابتداؤه وإليها مرجعه.
قال أمية بن أبي الصلت (6)