ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين (1) فكيف يجوز أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأزيدن على السبعين هذا مالا الرحمن يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله ولا يجوزه لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يجوز على الله تعالى مما لا يجوز وإنما الذي روى (2) في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فلو علمت أنه يغفر لهم إذا زدت على السبعين لزدت (3) وهذه الآية من أدل شئ على بطلان قولهم لأنه لا خلاف بين المسلمين (4) أن السبعين وما فوقها سواء وأن الله تعالى لم يكن ليغفر لهم أبدا بعد موتهم كفارا فإن قال قائل قد (5) حكى الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال واغفر لأبي إنه كان من الضالين (6) فليس يمنع أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يجيز (7) ذلك إلى أن أنزل الله تعالى وعيد الكفار قيل له قد بين الله تعالى وجه استغفار إبراهيم لأبيه بقوله تعالى كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه (8) وروي أن أباه قد كان أظهر له الإيمان فاستغفر له (9) فأخبر الله تعالى أنه منافق ليست له عقيدة الإيمان فتبرأ منه حينئذ وأما وعيد الكافر بالنار خالدا مخلدا فيه (10) فقد كان من دين النبي صلى الله عليه وسلم من أول ما بعث فيستحيل مع ذلك أن يجيز (11) النبي صلى الله عليه وسلم الغفران لهم بزيادة الاستغفار على السبعين وعلى أنه لو صح ما قالوه (12) من ذلك لم يدل على موضع الخلاف لأنه كان يكون ما (13) فوق
(٣٠٩)