المعنى وفي ذلك دليل على فساد أصل المخالف لنا في ذلك المعقول المتعارف من حق اللفظ إفادة ما تحته من الحكم ودلالة على نظائره وإلحاقها بحكمه فأما أن يدل على خلاف حكمه فهذا عكس المعنى وقلب الواجب وقال بعضهم في قوله تعالى قتله منكم متعمدا (1) انه لما خص العامد بالذكر لأجل ما ذكر في سياق الخطاب من الوعيد الذي لا يجوز عوده على المخطئ وهو قوله تعالى ومن عاد فينتقم الله منه (2) وهذا إغفال منه لحكم اللفظ ومقتضاه لأنه لو عم الجميع بالحكم فقال قتله فجزاء مثل ما قتل من (3) النعم (4) لم يكن ذكره للوعيد في سياق الخطاب مانعا من عوده إلى العامد دون المخطئ وكان مع ذلك حكم عموم اللفظ مستعملا في إيجاب الجزاء عليهما كما قال تعالى الإنسان بوالديه حسنا (5) وذلك عموم في الوالدين المسلمين والكافرين ثم قال تعالى جاهداك لتشرك بي (6) وهذا في بعض ما شمله لفظ العموم فعلمت أن ذكر (7) الوعيد في سياق الآية غير (8) مانع إطلاق عموم الحكم في الجميع فدل موافقة مخالفنا (9) على استواء (10) حكم العامد والمخطئ في وجوب الجزاء مع تخصيصه العامد بالذكر على أن تخصيص بعض أوصاف الشئ بالذكر لا يدل على أن ما عداه يحكم (11) بخلافه فإن قال قائل قد وجد (12) لفظ الأمر موضوعا للإيجاب ثم قد يرد تارة ويراد به الندب ويرد أخرى ويراد به الإباحية ثم قد يرد ولا يراد شئ من ذلك بل (13) يدل على الزجر
(٢٩٨)