الفصول في الأصول - الجصاص - ج ١ - الصفحة ١٧٩
المتواتر وبمثله يجوز نسخ القرآن عندنا لاستفاضته في الأمة واستعمال الناس لحكمه وعثمان البتي ليس بخلاف (1) على من تقدمه وقد خالف في ذلك الخوارج (2) أيضا ولكنهم شذوذ لا يعتد بهم في الاجماع وعلى ان قوله تعالى لكم ما وراء ذلكم ليس بعموم بل هو مجمل موقوف الحكم على البيان لأن الإباحة فيه معلقة بشرط الاحصان لقوله تعالى غير مسافحين (4) والاحصان لفظ مجمل فاز (5) تخصيصه بخبر الواحد فإن سألوا عن قوله ما طاب لكم من النساء (6) وتخصيصه بقوله عليه السلام لا تنكح المرأة على عمتها كان الجواب فيه ما قدمنا ولأن هذا خاص بالاتفاق فإن قيل خصصتم قول الله تعالى لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه (7) الآية بخبر أبي ثعلبة الخشني (8) والحكم بن عمرو الغفاري (9) في النهي عن

(١) لفظ " مخالف ".
(٢) الخوارج: فئة خرجت عن طاعة الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما، وقالت: لا حكم إلا لله ورسوله ورفضت الخلافة وسماهم الناس لذلك خوارج فهم قد خرجوا عن رأي الجماعة ويسمون أيضا الشراة لقولهم: إنا شرينا أنفسنا في طاعة الله. أي بعناها بالجنة حين خرجنا على الأئمة الجائرين. ولهم آراء متطرفة، وهم فرق كثيرة.
راجع الملل والنحل للشهرستاني ١ / ١١٤ والفرق بين الفرق ١٩، ٤٥، والحور العين ١٧٠ والمواقف ٦٢٩ والفرق الاسلامية للشبيشي ٣٠ ومقالات الاسلاميين ٤، ٨١ وتاريخ المذاهب الاسلامية لأبي زهرة ١ / ٦٩ وحاضر العالم الاسلامي ٤ / ٣٣٦، انظر هامش تحقيق الحاصل من المحصول ٢ / ٤٧٨ (٣) لم ترد هذه الزيادة في ح.
(٤) الآية ٢٤ من سورة النساء.
(٥) لفظ ح " مجاز ".
(٦) الآية ٣ من سورة النساء.
(٧) الآية ١٤٥ من سورة الأنعام.
(٨) هو أبو ثعلبة الخشني صحابي مشهور معروف بكنيته، واختلف في اسمه اختلافا كثيرا، وكذا اسم أبيه، قال ابن البرقي تبعا لابن الكلبي كان ممن بايع تحت الشجرة وضرب له بسهمه في خيبر، وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قومه فأسلموا، ولم يقاتل بصفين مع أحد الفريقين ومات سنة خمس وسبعين.
راجع الإصابة ٧ / ٢٩ (٩) هو الحكم بن عمر وبن مجدع الغفاري، صحابي له رواية وحديثه في البخاري وغيره، صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن مات، وانتقل إلى البصرة في أيام معاوية فوجهه زياد إلى خراسان، وكان صالحا فاضلا مقداما فغزا وغنم وأقام بمرو، وما بها، ويذكر بعض المؤرخين أن معاوية عتب عليه في شئ فأرسل عاملا غيره فحبسه وقيده فمات في قيود، سنة ٤٥ هجرية. راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٤٣٦ وصفة الصفوة ١ / ٢٧٩ وتاريخ الاسلام ٢ / ٢٢٠ والإصابة ٢ / 29 انظر الاعلام 2 / 296.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست