جواهر الأصول - تقرير بحث السيد الخميني ، للنگرودي - ج ١ - الصفحة ٤٥
للكل (1)، لا يخلو عن مسامحة وتأمل.
وقد يكون موضوع علم عين موضوعات مسائله كعلم العرفان فإن موضوعه هو الله تعالى، وموضوع كل مسألة من مسائله أيضا هو الله تعالى; لأنه يبحث في علم العرفان عن شؤونه تعالى، وتجلياته وجلواته.
فتحصل: أن القول بأن نسبة موضوع كل علم بالنسبة إلى موضوعات مسائله، نسبة الكلي إلى مصاديقه (2)، لا يتم في جميع العلوم، والذي يجب الالتزام به في جميع العلوم هو تسانخ أكثر مسائل كل علم وارتباط بعضها ببعض في ترتب غرض واحد سنخي، وهذا التسانخ والارتباط يصير منشأ لوحدة العلم وحدة اعتبارية، لا وحدة حقيقية - كما ربما توهم (3) - لامتناع الوحدة الحقيقية من الكثرات بما هي كثرات; لأن المركب من أجزاء ليس هو غير أجزائه.
نعم: إذا حصل الكسر والانكسار في الأجزاء، وانعدمت صورها، يحصل المركب الحقيقي، وأنى له بوحدة العلم الذي هو مركب اعتباري؟!
مثلا: يشترك علم الفقه في أنه يبحث فيه عن القوانين الإلهية والأحكام الشرعية، وجميع مسائله تشترك في هذا الأمر الانتزاعي، مع اختلاف في موضوعاتها ومحمولاتها حسبما أشرنا إليه، فتدبر واغتنم.
ذكر وتعقيب قال بعض أعاظم العصر دام ظله (4) ما حاصله: أن المراد بالعرض الذاتي في

١ - انظر الفصول الغروية: ١٢ سطر ١، حاشية المشكيني ١: ٣.
٢ - كفاية الأصول: ٢١، فوائد الأصول ١: ٢٢.
٣ - كفاية الأصول: ٢١ - ٢٢، درر الفوائد: ٢٤١.
4 - عنى به أستاذنا الأعظم السيد البروجردي (قدس سره).
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست