السالبة المحمول، فالبياض إذا لم يصدق عليه أنه سواد صدق عليه أنه ليس بسواد بالسلب التحصيلي، وهو نقيض الايجاب، لا صدق عدم السواد، لان نقيض صدق الشئ عدم صدقه، لا صدق عدمه حتى يلزم اتحادهما في الوجود ولو بالعرض.
وأما توهم صدق قولنا: إن البياض لا سواد أو عدم سواد، فهو فاسد إن أريد أن الامر العدمي والباطل المحض ثابت وصادق على شي ومتحد معه، لأنها أوصاف وجودية لا يمكن ثبوتها للعدم.
وما يقال: من أن للاعدام المضافة حظا من الوجود (1)، كلام مسامحي لا يعول عليه، فإن حيثية العدم لا يمكن أن تكون ذات حظ من الوجود، بل الإضافات الواقعة بينها وبين غيرها إنما هي في الذهن، وفي وعائه تكون الاعدام المطلقة - أيضا - موجودة بالحمل الشائع وإن كانت أعداما بالحمل الأولي، فلا حقيقة للعدم - أي عدم كان - حتى يتصف بوصف وجودي أو اعتباري أو عدمي، فالعدم لا يثبت له العدم أيضا.
وما يقال: من أن ثبوت شي لشئ فرع ثبوت المثبت له لا الثابت، ليس المراد منه أن الجهات العدمية - بما هي كذلك - يمكن أن تثبت لشئ بحيث يكون التصادق والاتحاد بينهما كاتحاد شي مع شي، وإلا يلزم كذب قاعدة الفرعية أيضا، لان ثبوت الثابت بهذا النحو إثبات صفة ثبوتية له، فيلزم صدق قولنا: العدم ثابت للوجود وصادق عليه، وهو