____________________
ونحن نقول: إن الموضع الذي اتخذ دار إقامة على الدوام داخل في الأخبار (1) الدالة على اعتبار التوطن والاستيطان لا أنه ملحق بالملك، وفي الأخبار (2) الواردة في حد الترخص الدالة على اعتبار البيت والبلد والأهل من دون إشارة إلى اعتبار الملك بوجه، وفي الأخبار (3) الواردة فيمن سافر بعد دخول الوقت وهو في منزله أو بيته أو بلده ولم يصل حتى خرج، والواردة في الدخول كذلك، والأخبار (4) الواردة في علة التقصير وأصرحها الأخبار (5) الدالة على انقطاع السفر بالوصول إلى بلد الاستيطان، ففي «موثق» إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يكون مسافرا ثم يقدم فيدخل بيوت الكوفة أيتم الصلاة أم يكون مقصرا حتى يدخل أهله؟ قال: بل يكون مقصرا حتى يدخل أهله (6)». وروى الصدوق عن مولانا الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا خرجت من منزلك فقصر إلى أن تعود إليه (7). ونحوه موثقة ابن بكير في «الرجل يكون بالبصرة وهو من أهل الكوفة له فيها دار ومنزل فيمر بالكوفة وإنما هو مجتاز لا يريد المقام إلا بقدر ما يتجهز يوما أو يومين، قال: يقيم في جانب المصر ويقصر (8). وقد روى هذه الرواية في «قرب الإسناد (9)» عن علي بن رئاب بتفاوت يسير. وصحيحة معاوية بن عمار عن الصادق (عليه السلام) قال: إن أهل مكة إذا زاروا البيت ودخلوا منازلهم أتموا (10). وغيره (11) من أخبار أهل مكة.