عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي كثير عن أبي المجاهر عن بريدة بن الحصيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله " وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن أبي تميم عن أبي نضرة الغفاري قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في واد من أوديتهم يقال له الحميص صلاة العصر فقال " إن هذه الصلاة عرضت على الذين من قبلكم فضيعوها ألا ومن صلاها ضعف له أجره مرتين ألا ولا صلاة بعدها حتى تروا الشاهد " ثم قال: رواه عن يحيى بن إسحاق عن الليث عن جبير بن نعيم عن عبد الله بن هبيرة به وهكذا رواه مسلم والنسائي جميعا عن قتيبة عن الليث ورواه مسلم أيضا من حديث محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب كلاهما عن جبير بن نعيم الحضرمي عن عبد الله بن هبيرة السبائي به فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد أيضا حدثنا إسحاق أخبرني مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا قالت: إذا بلغت هذه الآية " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " فآذني فلما بلغتها آذنتها فأملت علي " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين " قالت: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك به وقال ابن جرير:
حدثني ابن المثنى حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان في مصحف عائشة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر " وهكذا رواه من طريق الحسن البصري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأها كذلك وقد روى الامام مالك أيضا عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع قال: كنت أكتب مصحفا لحفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " فلما بلغتها آذنتها فأملت علي " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين " وهكذا رواه محمد بن إسحاق بن يسار فقال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي ونافع مولى ابن عمر أن عمر بن نافع قال: فذكر مثله وزاد كما حفظتها من النبي - صلى الله عليه وسلم - " طريق أخرى عن حفصة " قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن عبد الله بن يزيد الأزدي عن سالم بن عبد الله أن حفصة أمرت إنسانا أن يكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت هذه الآية " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " فآذني فلما بلغ آذنها فقالت اكتب " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر " " طريق أخرى " قال ابن جرير: حدثني ابن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا عبيد الله عن نافع أن حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت هذه الآية " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها فلما بلغتها أمرته فكتبها " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين " قال نافع: فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو. وكذا روى ابن جرير عن ابن عباس وعبيد بن عمير أنهما قرآ كذلك وقال ابن جرير:
حدثنا أبو كريب حدثنا عبيدة حدثنا محمد بن عمرو حدثني أبو سلمة عن عمرو بن رافع مولى عمر قال: كان في مصحف حفصة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين " وتقرير المعارضة أنه عطف صلاة العصر على الصلاة الوسطى بواو العطف التي تقتضي المغايرة فدل ذلك على أنها غيرها وأجيب عن ذلك بوجوه " أحدها " أن هذا إن روي على أنه خبر فحديث على أصح وأصرح منه وهذا يحتمل أن تكون الواو زائدة كما في قوله " وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين * وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " أو تكون لعطف الصفات لا لعطف الذوات كقوله " ولكن رسول الله وخاتم النبيين " وكقوله " سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى " وأشباه ذلك كثيرة وقال الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم وقال أبو داود الأيادي: