حدثنا أبي حدثنا نصر بن علي حدثنا نوح بن قيس أنبأنا أبو رجاء عن الحسن في قوله تعالى " بقرة صفراء فاقع لونها " قال سوداء شديدة السواد، وهذا غريب والصحيح الأول ولهذا أكد صفرتها بأنه " فاقع لونها " وقال عطية العوفي " فاقع لونها " تكاد تسود من صفرتها وقال سعيد بن جبير " فاقع لونها " وقال صافية اللون. وروى عن أبي العالية والربيع بن أنس والسدي والحسن وقتادة نحوه. وقال شريك عن معمر عن ابن عمر " فاقع لونها " قال صاف، وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس " فاقع لونها " شديدة الصفرة تكاد من صفرتها تبيض. وقال السدي " تسر الناظرين " أي تعجب الناظرين، وكذا قال أبو العالية وقتادة والربيع بن أنس. وقال وهب بن منبه إذا نظرت إلى جلدها تخيلت أن شعاع الشمس يخرج من جلدها. وفي التوراة أنها كانت حمراء فلعل هذا خطأ في التعريب، أو كما قال الأول أنها كانت شديدة الصفرة تضرب إلى حمرة وسواد والله أعلم. وقوله تعالى " إن البقرة تشابه عليها " أي لكثرتها فميز لنا هذه البقرة وصفها وحلها لنا " وإنا إن شاء الله " إذا بينتها لنا " لمهتدون " إليها وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن يحيى الأودي الصوفي حدثنا أبو سعيد أحمد بن داود الحداد حدثنا سرور بن المغيرة الواسطي ابن أخي منصور بن زاذان عن عباد بن منصور عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لولا أن بني إسرائيل قالوا " وإنا إن شاء الله لمهتدون " لما أعطوا ولكن استثنوا " ورواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره من وجه آخر عن سرور بن المغيرة عن زاذان عن عباد بن منصور عن الحسن عن حديث أبي رافع عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لولا أن بني إسرائيل " قالوا " وإنا إن شاء الله لمهتدون " ما أعطوا أبدأ ولو أنهم اعترضوا بقرة من البقر فذبحوها لأجزأت عنهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم " وهذا حديث غريب من هذا الوجه وأحسن أحواله أن يكون من كلام أبي هريرة كما تقدم مثله عن السدي والله أعلم " قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث " أي إنها ليست مذللة بالحراثة ولا معدة للسقي في الساقية بل هي مكرمة حسنة صبيحة مسلمة صحيحة لا عيب بها " لاشية فيها " أي ليس فيها لون غير لونها، وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مسلمة يقول لا عيب فيها، وكذا قال أبو العالية والربيع، وقال مجاهد: مسلمة من الشية. وقال عطاء الخراساني: مسلمة القوائم والخلق لاشية فيها. قال مجاهد: لا بياض ولا سواد. وقال أبو العالية والربيع والحسن وقتادة: ليس فيها بياض. وقال عطاء الخراساني: لاشية فيها قال لونها واحد بهيم، وروي عن عطية العوفي ووهب بن منبه وإسماعيل بن أبي خالد نحو ذلك، وقال السدي لاشية فيها من بياض ولا سواد ولا حمرة. وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى، وقد زعم بعضهم أن المعنى في ذلك قوله تعالى " إنها بقرة لا ذلول " ليس بمذللة بالعمل ثم استأنف فقال " تثير الأرض " أي يعمل عليها بالحراثة لكنها لا تسقي الحرث، وهذا ضعيف لأنه فسر الذلول التي لم تذلل بالعمل بأنها لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث، كذا قرره القرطبي وغيره " قالوا الآن جئت بالحق " قال قتادة، الآن بينت لنا. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقيل ذلك والله جاءهم الحق " فذبحوها وما كادوا يفعلون " قال الضحاك عن ابن عباس كادوا أن لا يفعلوا ولم يكن ذلك الذي أرادوا لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها، يعني أنهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة والأجوبة والايضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذم لهم وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت فلهذا ما كادوا يذبحونها. وقال محمد بن كعب ومحمد بن قيس فذبحوها وما كادوا يفعلون لكثرة ثمنها، وفي هذا نظر لان كثرة الثمن لم يثبت إلا من نقل بني إسرائيل كما تقدم من حكاية أبي العالية والسدي، ورواه العوفي عن ابن عباس، وقال عبيدة ومجاهد ووهب بن منبه وأبو العالية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنهم اشتروها بمال كثير وفيه اختلاف ثم قد قيل في ثمنها غير ذلك، وقال عبد الرزاق أنبأنا ابن عيينة أخبرني محمد بن سوقة عن عكرمة قال: ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير، وهذا إسناد جيد عن عكرمة والظاهر أنه نقله عن أهل الكتاب أيضا، وقال ابن جرير وقال آخرون لم يكادوا أن يفعلوا ذلك خوف الفضيحة إن اطلع الله على قاتل القتيل الذي اختصموا فيه ولم يسنده عن أحد ثم اختار أن الصواب في ذلك أنهم لم يكادوا يفعلوا ذلك لغلاء ثمنها
(١١٥)