ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها " حمص " سبعين ألفا يوم القيامة، لا حساب عليهم ولا عذاب، يبعثهم فيما بين الزيتون والحائط.. إلخ.
ومدينة حمص هذه يجب أن يكون لها هذا الشأن العظيم حتى في الآخرة بحيث لا يدانيها في ذلك مدينة أخرى حتى مدينة النبي.. وذلك لأن الكاهن اليهودي - الذي يعده كثير من شيوخ المسلمين أنه من كبار التابعين - قد اتخذها مقاما له، ثم ضمت رفاته بعد موته. ولا نطيل بإيراد كل ما لدينا من هذه الأخبار لأن ما جئنا به فيه الكفاية.
قول المحققين في الإسرائيليات ورواتها وقبل أن نفرغ من الكلام عن الإسرائيليات التي مني بها الدين الإسلامي نسوق إليك بعض ما قاله المحققون من أئمة المسلمين في هؤلاء الكهنة الذين أظهروا الإسلام، وفي رواياتهم المدخولة.
قال ابن تيمية عن الإسرائيليات التي قيلت في بيت المقدس وغيره من بقاع الشام ما يأتي:
وقد صنف طائفة من الناس مصنفات في فضائل بيت المقدس وغيره من البقاع التي بالشام، وذكروا ما فيها من الآثار المنقولة عن أهل الكتاب وعمن أخذ عنهم، ما لا يحل للمسلمين أن يبنوا عليه دينهم - وأمثل من ينقل عنه تلك الإسرائيليات كعب الأحبار. وكان الشاميون قد أخذوا عنه كثيرا من الإسرائيليات، وقد قال معاوية: ما رأينا في هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب أمثل من كعب، وإن كنا لنبلو عليه الكذب أحيانا، قد ثبت في الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، فإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه، وإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه (1).