ولا في عهد الخلفاء الأربعة، ولم يستطع أن يفتح فاه بحديث واحد إلا بعد قتل عمر، ولم يجرؤ على الفتوى إلا بعد الفتنة الأولى (1) وهي قتل عثمان وعلو شأن بني أمية، وناهيك بالبخاري فإنه لم يذكره بين الصحابة الذين جاءت في فضلهم أحاديث عن رسول الله.
على أنه لا يفوتنا أن نذكر أن فيما رواه أحاديث يبدو منها شعاع من نور النبوة، ينفذ إلى القلوب السليمة، ولعلها مما يكون قد سمعه (وضبطه) والحديث الصحيح له ضوء كضوء النهار.
أمثلة مما رواه أبو هريرة:
أخرج البخاري ومسلم عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه (2) فرجع إلى ربه! فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينيه! وقال ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة! قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن فأسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر! قال رسول الله: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر!!
وفي رواية لمسلم قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها.