تعقيب لا بد منه:
وإذا كانوا - كما قلنا - قد أوفوا على الغاية من التحقيق في كتابة القرآن الكريم وحفظه حتى لا يستطيع أحد أن يمارى في ذلك، أو يحيك بصدره شئ من الريب فيه، فقد قامت حول هذا الأمر الخطير أمور سموها مشكلات نرى من الواجب أن نشير إلى بعضها حتى لا يأخذ علينا أحد أننا قد أغفلنا شيئا مما يجب أن يعلمه قراء كتابنا عن الرواية وما جنت، وهو ما يتصل بموضوعنا " وفي كل واد أثر من ثعلبة "!
قال العلامة طاهر الجزائري في كتابه " التبيان " (1) وهو يتكلم عن وجوب تواتر القرآن وما ورد على ذلك من مشكلات:
وهنا مشكلات ترد على أصل وجوب تواتر القرآن نذكرها مع الجواب عنها:
المشكل الأول:
نقل عن ابن مسعود أنه كان ينكر سورة الفاتحة والمعوذتين من القرآن وقد أنكر صحة النقل عنه كثير من العلماء، قال النووي في شرح المهذب: أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة من القرآن وأن من جحد شيئا منها كفر، وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح. وقال ابن حزم في كتاب القدح المعلى تتميم المحلى: هذا كذب على ابن مسعود وموضوع، وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه، وفيها المعوذتان والفاتحة.
وقال ابن حجر في شرح البخاري: قد صح عن ابن مسعود إنكار ذلك فأخرج أحمد وابن حبان عنه أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه - وبعد أن أورد كل الروايات التي جاءت في أن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من مصاحفه قال (ابن حجر): فقول من قال إنه كذب عليه مردود، والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل!!
وقال ابن قتيبة في مشكل القرآن: ظن ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآن