يتوسع. قال ابن كثير (1): " لما أسلم كعب في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه، فر بما استمع له عمر، فترخص الناس في استماع ما عنده، ونقلوا ما عنده من غث وسمين ".
ولكن لم يلبث عمر أن فطن لكيده وتبين له سوء دخلته، فنهاه عن الحديث، وتوعده إن لم يترك الحديث عن الأول أو ليلحقنه بأرض القردة (2).
وعلى أن عمر قد ظل يترقب هذا الداهية بحزمه وحكمته، وينفذ إلى أغراضه الخبيثة بنور بصيرته، كما ترى في قصة الصخرة - فإن شدة دهاء هذا اليهودي قد تغلبت على فطنة عمر وسلامة نيته، فظل يعمل بكيده في السر والعلن، حتى انتهى الأمر بقتل عمر، وتدل القرائن كلها على أن هذا القتل كان بمؤامرة من جمعية سرية، وكان هذا الدهي من أكبر أعضائها وعلى رأسها الهرمزان (3) ملك الخوزستان الذي كان قد جيئ به إلى المدينة أسيرا، وعهدوا بتنفيذها إلى أبي لؤلؤة الأعجمي.
قتل عمر ويد كعب فيه ذكر المسور بن مخرمة (4) أن عمر لما انصرف إلى منزله بعد أن أوعده أبو لؤلؤة جاء كعب الأحبار (5) فقال: يا أمير المؤمنين " أعهد " فإنك ميت في ثلاث ليال،