الحديث الخامس روى أنه عليه السلام أحرم بذي الحليفة وهداياه تساق بين يديه قلت تقدم البخاري ومسلم عن بن عمر قال تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى فساق معه الهدي من ذي الحليفة إلى آخره وقد تقدم بتمامه في أول هذا الباب الحديث السادس روى في الاشعار أن النبي عليه السلام طعن في الجانب الأيسر مقصودا وفي الجانب الأيمن اتفاقا قلت رواية الطعن في الجانب الأيمن أخرجها مسلم عن أبي حسان عن بن عباس أن النبي عليه السلام صلى الظهر بذي الحليفة ثم دعا ببدنة فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن وقد تقدم ذكر البخاري الاشعار من حديث المسور ومروان غير مقيد بالأيمن ولا بالأيسر ولفظه قالا خرج النبي عليه السلام زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد النبي عليه السلام الهدي وأشعر وأحرم بالعمرة انتهى وذكره من حديث عائشة أيضا وسيأتي قريبا وأما رواية الطعن في الأيسر فرواها أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا يزيد بن هارون أنبأ شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي حسان عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى ذا الحليفة أشعر بدنته في شقها الأيسر ثم سلت الدم بإصبعه فلما علت به راحلته البيداء لبى انتهى وقال بن عبد البر في كتاب التمهيد رأيت في كتاب بن علية عن أبيه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن بن عباس
(٢١٩)