شرح معاني الآثار - أحمد بن محمد بن سلمة - ج ١ - الصفحة المقدمة ٥١
يجده يختار خلاف ما اختاره صاحب المذهب كثيرا إذا كان ما يدل عليه قويا فالحق انه من المجتهدين المنتسبين الذين ينتسبون إلى امام معين من المجتهدين لكن لا يقلدونه لا في الفروع ولا في الأصول لكونهم منصفين بآلات الاجتهاد وإنما انتسبوا إليه لسلوكهم طريقة في الاجتهاد وان انحط عن ذلك فهو من المجتهدين في المذهب القادرين على استخراج الاحكام من القواعد التي قررها الامام ولا تنحط مرتبته عن هذه المرتبة ابدا على رغم أنف من جعله منحطا وما أحسن كلام المولى عبد العزيز المحدث الدهلوي في بستان المحدثين حيث قال ما معربه ان مختصر الطحاوي يدل على أنه كان مجتهدا ولم يكن مقلدا للمذهب الحنف تقليدا محضا فإنه اختار فيه أشياء تخالف مذهب أبي حنيفة لما لاح له من الأدلة القوية انتهى وبالجملة فهو في طبقة أبي يوسف ومحمد لا ينحط عن مرتبتهما على القول المسدود انتهى ما في التعليقات.
الفائدة الثالثة عشر في بعض ما يتعلق بسيرة الطحاوي رحمه الله تعالى قال ابن زولاق أراد أبو جعفر الطحاوي مقاسمة عمه في الربع الذي بينهما فحكم له القاضي بالقسمة وأرسل إليه بمال يستعين به في ذلك ووافق ذلك إملاكا في مجلس أحمد بن طولون فحضره أبو جعفر الطحاوي وقرا الكتاب وعقد النكاح فخرج خادم بصينية فيها مائة دينار وطيب فقال كم القاضي فقال القاضي كم أبي جعفر فألقاها في كمه ثم خرج إلى الشهود وكانوا عشرة بعشر صواني والقاضي يقول كم أبي جعفر ثم خرجت صينية أبي جعفر فانصرف أبو جعفر في ذلك اليوم بألف ومائتي دينار سوى الطيب قال ابن زولاق وحدثني عبد الله بن عثمان قال سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول لأبي الجيش بن حمد بن طولون أمير مصر شهادة فحضر الشهود وكان كلما كتب شاهد شهادته قراها الأمير والقاضي وكان كل شاهد يكتب أشهدني الأمير أبو الجيش بن أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين قال أبو جعفر فلما شهدت انا كتبت اشهد على اقرار الأمير أبي الجيش بن أحمد بن طولون مولى أمير أطال الله بقائه وأدام عزه وعلوه بجميع ما في هذا الكتاب فلما قراه الأمير قال القاض من هذا قال هذا كاتبي فقال أبو من قال أبو جعفر فقال وأنت يا أبا جعفر فأطال الله بقاءك وأدام عزك قال فقمت بسبب ذلك محسودا من الجماعة قال ابن زولاق فلم يزل محمد بن عبدة وأصحابه (يسعون) فأغروا به نائب هارون بن أبي الجيش فاعتقل أبا جعفر الطحاوي بسبب اعتبار الأوقاف قال ابن زولاق وسمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول سمعت أبي فذكر ما تقدم في الفائدة الثانية عشر من قول الطحاوي هل يقلد الا عصبي وقول القاضي أو غبي قال وكان الشهود ينفسون على أبي جعفر بالشهادة لئلا يجتمع له رياسة العلم وقبول الشهادة فلم يزل أبو عبيد في سنة ست وثلاثمائة حتى عدله بشهادة أبي القاسم مأمون ومحمد بن موسى سقلاب فضله وقدمه وكان أكثر الشهود في تلك السنة قد حجوا أو جاوروا بمكة فتم لأبي عبيد ما أراد من تعديله كذا في اللسان والحاوي - وقد ذكر ابن في وفيات الأعيان قصة تعديله عن القضاعي قال كان قد استكتب أبو عبيد الله محمد بن عبدة القاضي وكان صعلوكا فأغناه وكان أبو عبيد سمحا جوادا ثم عدله أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي عقيب القضية التي جرت لمنصور الفقيه مع أبي عبيد وذلك في سنة ست وثلاثمائة وكان الشهود يتعسفون عليه بالعدالة لئلا تجتمع له رياسة العلم وقبول الشهادة وكان جماعة من الشهود قد جاوروا بمكة في هذه السنة فاغتنم أبو عبيد غيبتهم وعدل أبا جعفر بشهادة أبي القاسم المأمون وأبي بكر السقلاب انتهى وقال في اللسان والحاوي عن ابن زولاق كان لأبي عبيد في كل عشية مجلس لواحد من الفضلاء يذاكره وقد قسم أيام الأسبوع عليهم منها عشية لأبي جعفر فقال له في بعض كلامه ما بلغه عن
(المقدمة ٥١)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم وتعريف بالكتاب بقلم المحقق المقدمة 5
2 ترجمة الإمام الهمام أبي جعفر الطحاوي 4
3 الطهارة 11
4 باب سؤر الهر 18
5 باب سؤر الكلب 21
6 باب سؤر بني آدم 24
7 باب التسمية على الوضوء 26
8 باب الوضوء للصلاة مرة مرة وثلاثا ثلاثا 29
9 باب فرض مسح الرأس في الوضوء 30
10 باب حكم الأذنين في وضوء الصلاة 32
11 باب فرض الرجلين في وضوء الصلاة 34
12 باب الوضوء، هل يجب لكل صلاة أم لا؟ 41
13 باب الرجل يخرج من ذكره المذي كيف يفعل؟ 45
14 باب حكم المني، هل هو طاهر أم نجس 48
15 باب الذي يجامع ولا ينزل 53
16 باب أكل ما غيرت النار، هل يوجب الوضوء 62
17 باب مس الفرج، هل يجب فيه الوضوء أم لا 71
18 باب المسح على الخفين كم وقته للمقيم والمسافر 79
19 باب ذكر الجنب والحائض والذي ليس على وضوء وقراءتهم القرآن 85
20 باب حكم بول الغلام والجارية قبل أن يأكلا الطعام 92
21 باب الرجل لا يجد إلا نبيذ التمر هل يتوضأ به أو يتيمم 94
22 باب المسح على النعلين 96
23 باب المستحاضة كيف تتطهر للصلاة 98
24 باب حكم بول ما يؤكل لحمه 107
25 باب صفة التيمم كيف هي 110
26 باب غسل يوم الجمعة 115
27 باب الاستجمار 120
28 باب الاستجمار بالعظام 123
29 باب الجنب يريد النوم أو الأكل أو الشرب 124
30 كتاب الصلاة 130
31 باب الأذان كيف هو 130
32 باب الإقامة كيف هي 132
33 باب قول المؤذن في أذان الصبح الصلاة خير من النوم 136
34 باب التأذين للفجر أي وقت هو 137
35 باب الرجلين، يؤذن أحدهما، ويقيم الآخر 142
36 باب ما يستحب للرجل أن يقوله إذا سمع الأذان 143
37 باب مواقيت الصلاة 146
38 باب الجمع بين صلاتين، كيف هو 160
39 باب الصلاة الوسطى أي الصلوات 167
40 باب الوقت الذي يصلى فيه الفجر أي وقت هو 176
41 باب الوقت الذي يستحب أن يصلى صلاة الظهر فيه 184
42 باب صلاة العصر هل تعجل أو تؤخر 189
43 باب رفع اليدين في افتتاح الصلاة إلى أين يبلغ بهما 195
44 باب ما يقال في الصلاة بعد تكبيرة الافتتاح 197
45 باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة 199
46 باب القراءة في الظهر والعصر 205
47 باب القراءة في صلاة المغرب 211
48 باب القراءة خلف الإمام 215
49 باب الخفض في الصلاة هل فيه تكبير 220
50 باب التكبير للركوع والتكبير للسجود والرفع من الركوع هل مع ذلك رفع أم لا 222
51 باب التطبيق في الركوع 229
52 باب مقدار الركوع والسجود الذي لا يجزئ أقل منه 232
53 باب ما ينبغي أن يقال في الركوع والسجود 233
54 باب الإمام يقول سمع الله لمن حمده 238
55 باب القنوت في صلاة الفجر وغيرها 241
56 باب ما يبدأ بوضعه في السجود اليدين أو الركبتين 254
57 باب وضع اليدين في السجود أين ينبغي أن يكون 257
58 باب صفة الجلوس في الصلاة، كيف هو 257
59 باب التشهد في الصلاة، كيف هو 261
60 باب السلام في الصلاة، كيف هو 266
61 باب السلام في الصلاة هل هو من فروضها أو سننها 273
62 باب الوتر 277
63 باب القراءة في ركعتي الفجر 296
64 باب الركعتين بعد العصر 300
65 باب الرجل يصلى بالرجلين أين يقيمهما 306
66 باب صلاة الخوف، كيف هي 309
67 باب الرجل يكون في الحرب فتحضره الصلاة 321
68 باب الاستسقاء كيف هو وهل فيه صلاة أم لا؟ 321
69 باب صلاة الكسوف كيف هي 327
70 باب القراءة في صلاة الكسوف كيف هي 332
71 باب التطوع بالليل والنهار كيف هو 334
72 باب التطوع بعد الجمعة كيف هو 336
73 باب الرجل يفتتح الصلاة قاعدا 338
74 باب التطوع في المساجد 339
75 باب التطوع بعد الوتر 340
76 باب القراءة في صلاة الليل، كيف هي 344
77 باب جمع السور في ركعة 345
78 باب القيام في شهر رمضان 349
79 باب المفصل هل فيه سجود أم لا 352
80 باب الرجل يصلي في رحله ثم يأتي المسجد 362
81 باب الرجل يدخل المسجد يوم الجمعة والامام يخطب 365
82 باب الرجل يدخل المسجد والامام في صلاة الفجر 371
83 باب الصلاة في الثوب الواحد 377
84 باب الصلاة في أعطان الإبل 383
85 باب الإمام يفوته صلاة العيد 386
86 باب الصلاة في الكعبة 389
87 باب من صلى خلف الصف وحده 393
88 باب الرجل يصلي صلاة الغداة ركعة ثم تطلع الشمس 399
89 باب صلاة الصحيح خلف المريض 403
90 باب الرجل يصلي الفريضة خلف من يصلي تطوعا 408
91 باب التوقيت في القراءة في الصلاة 413
92 باب صلاة المسافر 415
93 باب الوتر هل يصلى في المفر على الراحلة أم لا 428
94 باب الرجل يشك في صلاته 431
95 باب سجود السهو في الصلاة هل قبل التسليم أو بعده 438
96 باب الكلام في الصلاة لما يحدث فيها من السهو 443
97 باب الإشارة في الصلاة 453
98 باب المرور بين يدي المصلي هل يقطع عليه الصلاة 458
99 باب الرجل ينام عن الصلاة أو ينساها كيف يقضيها 464
100 باب دباغ الميتة 468
101 باب الفخذ هل هو من العورة أم لا 473
102 باب الأفضل في صلاة التطوع 476
103 كتاب الجنائز - باب المشي في الجنازة كيف هو 477
104 باب المشي في الجنازة أين ينبغي أن يكون منها 479
105 باب الجنازة تمر بالقوم أيقومون لها أم لا 485
106 باب الرجل يصلى على الميت أين ينبغي أن يقوم منه 490
107 باب الصلاة على الجنازة هل ينبغي أن تكون في المساجد 492
108 باب التكبير على الجنائز كم هو 493
109 باب الصلاة على الشهداء 501
110 باب الطفل يموت أيصلى عليه أم لا 507
111 باب المشي بين القبور بالنعال 510
112 باب الدفن بالليل 513
113 باب الجلوس على القبور 515