وقد يجوز أن يكون ما ذكرت أم هانئ وابن عباس رضي الله عنهما من رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بالقراءة في صلاته بالليل هو رفع قد كان يفعل بعقبة الخفض فحديث بن عباس وأم هانئ لا ينفى الخفض وحديث أبي هريرة رضي الله عنه يبين أن للمصلى أن يخفض إن أحب ويرفع إن أحب فهو أولى من هذه الأحاديث وبه يقول أبو حنيفة وأبى يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى باب جمع السور في ركعة حدثنا أبو بكرة قال ثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن عاصم عن أبي العالية قال أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لكل سورة ركعة حدثنا سليمان بن شعيب قال ثنا عبد الرحمن بن زياد قال ثنا زهير بن معاوية قال أنا عاصم الأحول عن أبي العالية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل سورة ركعة قال فذكرت ذلك لابن سيرين فقال أسمى لك من حدثه قلت لا قال أفلا تسأله فسألته فقلت من حدثك فقال إني لأعلم من حدثني وفي أي مكان حدثني وقد كنت أصلى بين عشرين حتى بلغني هذا الحديث قال أبو جعفر فذهب إلى هذا قوم فقالوا لا ينبغي للرجل أن يزيد في كل ركعة من صلاته على سورة مع فاتحة الكتاب واحتجوا في ذلك بهذا الحديث وبما روى عن ابن عمر حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت بن لبيبة قال قال رجل لابن عمر انى قرأت المفصل في ركعة أو قال في ليلة فقال بن عمر ان الله لو شاء لأنزله جملة واحدة ولكن فصله لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا لا بأس أن يصلى الرجل في الركعة الواحدة ما بدا له من السور واحتجوا في ذلك بما حدثنا ابن مرزوق قال ثنا عثمان بن عمر قال أنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة رضي الله عنها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن السور قالت المفصل حدثنا ابن أبي داود قال ثنا هشام بن عبد الملك قال ثنا أبو عوانة عن حصين قال أخبرني إبراهيم عن نهيك بن سنان السلمي أنه أتى عبد الله بن بن مسعود رضي الله عنهما فقال قرأت المفصل الليلة في ركعة
(٣٤٥)