فإن حملنا حديث جبير وما روينا معه من الآثار على ما حمله عليه المخالف لنا تضادت تلك الآثار وحديث أبي هريرة هذا وإن حملناها على ما ذكرنا اتفقت هي وهذا الحديث وأولى بنا أن نحمل الآثار على الاتفاق لا على التضاد فثبت بما ذكرنا أن ما ينبغي أن يقرأ به في صلاة المغرب هو قصار المفصل وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى وقد روى مثل ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثنا فهد قال ثنا ابن الأصبهاني قال أخبرنا شريك عن علي بن زيد بن جدعان عن زرارة بن أوفى قال أقرأني أبو موسى كتاب عمر إليه اقرأ في المغرب بآخر المفصل باب القراءة خلف الإمام حدثنا حسين بن نصر قال سمعت يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فتعايت عليه القراءة فلما سلم قال أتقرأون خلفي قلنا نعم يا رسول الله قال فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها حدثنا حسين بن نصر قال سمعت يزيد قال أنا محمد بن إسحاق قال ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج حدثنا ابن مرزوق قال ثنا حبان بن هلال قال ثنا يزيد بن زريع قال أنا محمد بن إسحاق فذكر بإسناده مثله حدثنا يونس قال أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام فقلت يا أبا هريرة إني أكون أحيانا وراء الإمام قال اقرأها يا فارسي في نفسك
(٢١٥)