الخزانات بكثرة ولها شروح سوى ذلك كذا في هامش الحاوي - 32 ومنها كتاب سنن الشافعي جمع فيه ما سمعه من المزني من أحاديث الشافعي والشافعية يروون تلك الأحاديث بطريقه كذا في الحاوي وقال في موضع آخر قال العيني ان غالب من يروى مسند الشافعي إلى يومنا يروون عن طريقه أقول إن الأحاديث المروية عن الشافعي بطريق الطحاوي هي من جمع الطحاوي من مسموعاته من المزني عن الشافعي فيعرف هذا المجموع بسنن الشافعي وسنن الطحاوي وله نسخ في غاية الصحة وعليها خطوط التسميع طبقة فطبقة منها النسخة المحفوظة في مكتبة أبا صوفيا بالآستانة والنسخة المطبوعة جيدة أيضا انتهى 33 ومنها كتاب صحيح الآثار محفوظ في مكتبة بانتا كما ذكره بروكلمان ولم اطلع عليه قاله الكوثري في الحاوي 34 ومنها شرح المغني اخذ منه الحفاظ في الفتح كثير منها ما قال في باب إذا صلي في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه وعقد الطحاوي له بابا في شرح المغني ونقل المنع عن ابن عمر ثم عن طاوس النخعي انتهى - الفائدة الخامسة عشرة فيما يتعلق بكتاب معاني الآثار قال العيني في نخب الأفكار كما في الحاوي واما تصانيفه فتصانيف حسنة كثيرة الفوائد ولا سيما كتاب معاني الآثار فان الناظر فيه المصنف تأمله يجده راجحا على كثير من كتب الحديث المشهورة المقبولة ويظهر له رجحانه بالتأمل في كلامه وترتيبه ولا يشك في هذا الا جاهل أو متعصب واما رجحانه على نحو سنن أبي داود وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة ونحوها فظاهر لا يشك فيه عاقل ولا يرتاب فيه الا جاهل وذلك لزيادة ما فيه من بيان وجوه الاستنباطات واظهار وجوه المعارضات وتمييز النواسخ من المنسوخات ونحو ذلك فهذه هي الأصل وعليها العمدة في معرفة الحديث والكتب المذكورة غير مشحونة كما ينبغي كما ترى ذلك وتعانيه فان ادعى المدعي كونه مرجوحا بوجود بعض الضعفاء والاسقاط في رجاله فيجاب بان السنن المذكورة ملأى بمثل ذلك بل وقد قيل إنه لا تخلو عن بعض أحاديث باطلة وأحاديث موضوعة واما الأحاديث الضعيفة فكثيرة جدا واما سنن الدارقطني أو الدارمي أو البيهقي ونحوها فلا تقارب خطوة ولا تداني حقوة ولا هي مما تجري معه في الميدان ولا مما تعادل معه في كفتي الميزان ولم يظهر رجحان هذا الكتاب عند كثير من الناس لكونه كنزا مخفيا ومعدنا مخبيا لم يصادفه من يستخرج فيه من العجائب ولم يعثر عليه من يستنبط ما فيه من الغرائب فلم يبرح الكمون والاختفاء ولم يبرز على منصة الاجتلاء حتى كاد ان تضيف شمسه إلى الأفول وبدره إلى النحول وذلك لقصور فهم المتأخرين وتركهم هذا الكتاب واشتغالهم بما لا يفيد شيئا في هذا الباب مع استيلاء المخالفين المتعصبة على بقاع مناره وتحامل الخصوم المعادية على اندراس معالمه وآثاره ولكن الله يحق الحق ويبطل الباطل حيث خلق أناسا قاموا بحقوقه وأحبوا مواته وقضوا على محاسن معالمه ما فاته فظهر له الترجح على أمثاله والتفوق على اشكاله انتهى وقد رجح ابن حزم مصنف الطحاوي على موطأ الامام مالك رحمه الله تعالى في كتابه مراتب الديانة كما لخص كلامه في تدريب الراوي في شرح تقريب النوادي وقال اما ابن حزم فإنه قال أولى الكتب الصحيحان ثم صحيح سعيد بن السكن والمنتقى لابن الجارود والمنتقى لقاسم بن اصبغ ثم بعد هذه الكتب كتاب أبي داود وكتاب النسائي ومصنف قاسم بن اصبغ ومصنف الطحاوي ومسانيد احمد والبزار وابني أبي شيبة أبي بكر وعثمان وابن راهويه والطيالسي والحسن بن سفيان والمستدرك وابن سنجر ويعقوب بن شيبة وعلي ابن المديني وابن أبي عزرة وما جرى مجراها التي أفردت لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم صرفا ثم بعدها الكتب التي فيها كلامه وكلام غيره ثم ما كان فيه الصحيح فهو اجل مثل مصنف عبد الرزاق ومصنف بن أبي
(المقدمة ٥٦)