حدثنا يزيد بن سنان قال حدثني يحيى بن سعيد قال ثنا هشام قال حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا يونس قال أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان وأبى النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ففي هذا الحديث غير ما في حديث عبد الله بن شقيق لان في هذا أنه كان يركع قائما بعد ما أفتتح الصلاة قاعدا وهذا أولى من الحديث الأول الذي رواه بن شقيق لان صبره على القعود حتى يركع قاعدا لا يدل ذلك على أنه ليس له أن يقوم فيركع قائما وقيامه من قعوده حتى يركع قائما يدل على أن له أن يركع قائما بعدما أفتتح قاعدا فلهذا جعلنا هذا الحديث أولى مما قبله وهذا قول أبي حنيفة وأبى يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى باب التطوع في المساجد حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو المطرف بن أبي الوزير قال ثنا محمد بن موسى عن سعد بن إسحاق عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب في مسجد بنى عبد الأشهل فلما فرغ رأى الناس يسبحون فقال أيها الناس إنما هذه الصلاة في البيوت حدثنا بحر بن نصر قال ثنا ابن وهب قال ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن حرام بن حكيم عن عمه عبد الله بن سعد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيتي والصلاة في المسجد فقال قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد فلان أصلى في بيتي أحب إلى من أن أصلى في المسجد الا أن تكون صلاة مكتوبة قال أبو جعفر فذهب قوم إلى أن التطوع لا ينبغي أن يفعل في المساجد الا الذي لا ينبغي تركه مثل الركعتين بعد الظهر والركعتين بعد المغرب والركعتين عند دخول المسجد فأما ما سوى ذلك فلا ينبغي أن تصلى في المساجد ولكن تؤخر ذلك للبيوت وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا التطوع في المساجد حسن غير أن التطوع في المنازل أفضل منه واحتجوا في ذلك بما حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو أحمد قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن المنهال بن عمرو عن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال لي العباس رضي الله عنه بت الليلة بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم صلى بعدها حتى لم يبقى في المسجد غيره قال أبو جعفر فهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يتطوع في المسجد هذا التطوع الطويل فذلك عندنا حسن الا أن التطوع في البيوت أفضل منه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صلاة المرء في بيته الا المكتوبة وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن رحمهم الله تعالى
(٣٣٩)