نظرنا في ذلك فرأيناهم لم يختلفوا أنه في الإقامة بعد الصلاة والفلاح يقول الله أكبر الله أكبر فيجئ به هاهنا على مثل ما يجئ به في الاذان في هذا الموضع أيضا ولا يجئ به على نصف ما هو عليه في الاذان فلما كان هذا من الإقامة مما له نصف على مثل ما هو عليه في الاذان سواء كان ما بقي من الإقامة أيضا هو على مثل ما هو عليه في الاذان أيضا سواء لا يحذف من ذلك شئ فثبت بذلك أن الإقامة مثنى مثنى وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله وقد روي ذلك عن نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا حدثنا ابن أبي داود قال ثنا عبد الحميد بن صالح قال ثنا وكيع عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية عن عبيد مولى سلمة بن الأكوع أن سلمة بن الأكوع كان يثني الإقامة حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا محمد بن سنان قال ثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم قال كان ثوبان يؤذن مثنى ويقيم مثنى حدثنا ابن خزيمة قال ثنا محمد قال ثنا شريك عن عبد العزيز بن رفيع قال سمعت أبا محذورة يؤذن مثنى مثنى ويقيم مثنى وقد روى عن مجاهد في ذلك ما حدثنا يزيد بن سنان قال ثنا يحيى بن سعيد القطان قال ثنا قطر بن خليفة عن مجاهد في الإقامة مرة مرة إنما هو شئ استخفه الامراء فأخبر مجاهد أن ذلك محدث وأن الأصل هو التثنية باب قول المؤذن في أذان الصبح الصلاة خير من النوم قال أبو جعفر كره قوم أن يقال في أذان الصبح الصلاة خير من النوم واحتجوا في ذلك بحديث عبد الله بن زيد في الاذان الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليمه إياه بلالا فأمر بلالا بالتأذين وخالفهم في ذلك آخرون فاستحبوا أن يقال ذلك في التأذين للصبح بعد الفلاح وكان من الحجة لهم ذلك أنه وإن لم يكن ذلك في حديث عبد الله بن زيد فقد علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا محذورة بعد ذلك وأمره أن يجعله في الاذان للصبح
(١٣٦)