فلما كان ذلك كذلك وخالفه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكرنا وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا خلافه انتفى ذلك ولم يجز العمل به وهذا القول الذي بينا قول أبي حنيفة وأبى يوسف ومحمد رحمهم الله باب القراءة في صلاة الليل كيف هي حدثنا ابن أبي داود قال ثنا سعيد بن منصور قال ثنا ابن أبي الزناد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل فيسمع قراءته من وراء الحجر وهو في البيت حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا قيس بن الربيع عن هلال بن خباب عن يحيى بن جعدة عن جدته أم هانئ قالت كنت أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل وأنا نائمة على عريشي وهو يصلى يرجع بالقرآن حدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم قال ثنا مسعر عن أبي العلاء عن يحيى بن جعدة قال قالت أم هانئ إني كنت أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي قال أبو جعفر فذهب قوم إلى أن القراءة في صلاة الليل هكذا هي وكرهوا المخافتة وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا إن شاء خافت وإن شاء جهر رضي الله عنهم واحتجوا في ذلك بما حدثنا ابن أبي داود قال ثنا يوسف بن علي قال ثنا ابن المبارك عن عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى بالليل يرفع طورا ويخفض طورا حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا حفص بن غياث عن عمران فذكر بإسناده ومثله حدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم عن عمران بن زائدة عن أبيه عن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ولم يذكر أبا هريرة رضي الله عنه فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع صوته في قراءته بالليل طورا ويخفضه طورا فدل ذلك على أن للمصلي في الليل أن يرفع إن أحب ويخفض إن أحب
(٣٤٤)