عن الذي تذهبون إليه من ضلال المتقدمين عليه وكفرهم في باطن الحال، لم يتمكن من الإجابة عنه وإظهار الأدلة عليه.
وقد رويتم عنه (عليه السلام) رواية حملتموها على وجه التقية منه، والإخبار على طريق الإشارة منه، وأنه (عليه السلام) كان غير متمكن من الحكم بجميع ما يراه من الأحكام، وهي قوله (عليه السلام) لقضاته (أقضوا بما كنتم تقضون، حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي) وأنه أشار إلى الذين مضوا على طاعته دون غيرهم من الخلفاء.
ثم قال: وإن قلتم: أنه (عليه السلام) أراد به أن ينصب بعدي من يجري مجراه مصيبي (1)، فيتعين عليه الإجابة عن جميع السؤال لتعينها علي كان ذلك بطل (2) أيضا، لأن الحسن (عليه السلام) قد نصب بعده، وبويع كما بويع له، فقد كان يجب أن يكون تعليقه عدم الفائدة على مقتضى قولكم هذا ينفي تمكن الحسن (عليه السلام) لا يقصد عينه (عليه السلام).
وبعد: فعليكم في هذا المقال سؤال من وجه آخر يقدح في العصمة التي توجبونها له (عليه السلام)، وهو أنا: نعلم بحكم العقول السليمة من الهوى والسهو الداخل على صاحبها أنه لا يسوغ لمن يعلم أنه غير متمكن من الإجابة عن جميع ما يسأل عنه أن يعطي ذلك من نفسه بهذا المقال على رؤوس الأشهاد إلا بسهو يعترضه أو هوى يلحقه، يهون عليه التغرير بنفسه.
فكل هذا يدل على بطلان ما تذهبون إليه من وجود واحد معصوم كامل في العلوم في كل زمان، ويسفر عن أنكم لا تتمسكون في ذلك إلا بشبه لمظنون أنها مستمرة في العقول، وهي باطلة بما ذكره الآن يطول، ونضع الاعتماد الآن