وإنما أراد أن لهم مكان الحلية السلاسل والاغلال والقيود فالحديد حليتهم وكان إبراهيم يفعل ذلك يريد به إخفاء نفسه وستر عمله قالوا حديثان مختلفان قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يتوكل من اكتوى واسترقى ثم رويتم أنه كوى أسعد بن زرارة وقال إن كان في شئ مما تداوون به خير ففي بزغة حجام أو لذعة بنار قالوا وهذا خلاف الأول قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس ههنا خلاف ولكل واحد موضع فإذا وضع به زال الاختلاف والكي جنسان أحدهما كي الصحيح لئلا يعتل كما يفعل كثير من أمم العجم فإنهم يكوون ولدانهم وشبانهم من غير علة بهم يرون أن ذلك الكي يحفظ لهم الصحة ويدفع عنهم الأسقام قال أبو محمد ورأيت بخراسان رجلا من أطباء الترك معظما عندهم يعالج بالكي وأخبرني وترجم ذلك عنه مترجمه أنه يشفى بالكي من الحمى والبرسام والصفار والسل والفالج وغير ذلك من الأدواء العظام وأنه يعمد إلى العليل فيشده بالقمط شدا شديدا حتى يضطر العلة إلى موضع من الجسد ثم يضع المكوى
(٣٠٦)