فقال إن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الله عز وجل فإن كان القلب عندهم بين نعمتين من نعم الله تعالى فهو محفوظ بتينك النعمتين فلأي شئ دعا بالتثبيت ولم احتج على المرأة التي قالت له أتخاف على نفسك بما يؤكد قولها وكان ينبغي أن لا يخاف إذا كان القلب محروسا بنعمتين فإن قال لنا ما الإصبع عندك ههنا قلنا هو مثل قوله في الحديث الآخر يحمل الأرض على أصبع وكذا على إصبعين ولا يجوز أن تكون الإصبع ههنا نعمة وكقوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ولم يجز ذلك ولا نقول أصبع كأصابعنا ولا يد كأيدينا ولا قبضة كقبضاتنا لان كل شئ منه عز وجل لا يشبه شيئا منا قالوا حديث في التشبيه قالوا رويتم أن كلتا يديه يمين وهذا يستحيل إن كنتم أردتم باليدين العضوين وكيف تعقل يدان كلتاهما يمين قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا الحديث صحيح وليس هو مستحيلا وإنما أراد بذلك معنى التمام والكمال لان كل شئ فمياسره تنقص عن ميامنه في القوة والبطش والتمام وكانت العرب تحب التيامن وتكره التياسر لما في اليمين من التمام وفي اليسار من النقص ولذلك قالوا اليمن والشؤم
(١٩٦)