قال وذكر داود بن أبي هند عن الشعبي أن عليا رضي الله عنه رجع عن قوله في الحرام إنها ثلاث وقطع اليد من أصول الأصابع وحك أصابع الصبيان في السرق وقبل شهادة الصبيان بعضهم على بعض والله عز وجل يقول وأشهدوا ذوي عدل منكم وقال ممن ترضون من الشهداء وجهر في قنوت الغداة بأسماء رجال وأخذ نصف دية الرجل من أولياء المقتول وأخذ نصف دية العين من المقتص من الأعور وخلف رجلا يصلي العيد بالضعفاء في المسجد الأعظم إذا خرج الامام إلى المصلى وقالوا هذه الأشياء خلاف على جميع الفقهاء والقضاة وجميع الامراء من نظرائه ولا يشبه هذا قوله ما شككت في قضاء حتى جلست مجلسي هذا ولا يشبه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له أن يثبت الله لسانه وقلبه بل يشبه دعاءه عليه بضد ما قال الله تبارك وتعالى قال أبو محمد ونحن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا له بتثبيت اللسان والقلب لم يرد أن لا يزل أبدا ولا يسهو ولا ينسى ولا يغلط في حال من الأحوال لأن هذه الصفات لا تكون لمخلوق وإنما هي من صفات الخالق سبحانه عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بالله تعالى وبما يجوز عليه وبما لا يجوز من أن يدعو لاحد بأن لا يموت وقد قضى الله تعالى الموت على خلقه وبأن لا يهرم إذا عمره وقد جعل الهرم في تركيبه وفي أصل جبلته
(١٤٨)