وحكم أولئك خلاف حكم أهل مكة والمهلين بالحج منها لان حكم الذي كسر في الطريق أو عرج فلم يقدر على السفر أو مرض وقد أهل بالحج أن لا يحل إلا بالبيت وعليه أن يحج في السنة الثانية والذي كسر بمكة من أهلها أو المتمتعين مقيم بمكة وعند البيت فيحل وعليه الحج من قابل قالوا حديث يبطله حجة العقل قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل كل بيمينك فإن الشيطان يأكل بشماله قالوا والشيطان روحاني كالملائكة فكيف يأكل ويشرب وكيف يكون له يد يتناول بها قال أبو محمد ونحن نقول إن الله عز وجل لم يخلق شيئا إلا جعل له ضدا كالنور والظلمة والبياض والسواد والطاعة والمعصية والخير والشر والتمام والنقصان واليمين والشمال والعدل والظلم وكل ما كان من الخير والتمام والعد والنور فهو منسوب إليه عز وجل لأنه أحبه وأمر به وكل ما كان من الشر والنقص والظلام فهو منسوب إلى الشيطان لأنه الداعي إلى ذلك والمسول له وقد جعل الله تعالى في اليمين الكمال والتمام وجعلها للاكل والشرب والسلام والبطش وجعل في الشمال الضعف والنقص وجعلها للاستنجاء والاستنثار وإماطة الأقذار وجعل طريق الجنة ذات اليمين وأهل الجنة أصحاب اليمين
(٣٠٣)