أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من نفسي وكانت العرب تسمع بالترياق الأكبر وأنه يكون في خزائن ملوك فارس والروم وأنه من أنفع الأدوية وأصلحها العظام الأدواء فقضت عليه بأنه شفاء لا محالة فكنوا به عن كل نفع وقضوا بأنه يدفع المنية حينا ويزيد في العمر ويقي العاهات قال الشاعر يصف خمرا سقتني بصهباء درياقة * متى ما تلين عظامي تلن فكنى عن الشفاء بالدرياق كأنه قال سقتني بخمر شفاء من كل داء كأنها درياق وشبه المتشببون ريق النساء بالدرياق يريدون أنه شفاء من الوجد كالدرياق ومما يدل على هذا أنه قرن شرب الدرياق بتعليق التمائم والتمائم خرز رقط كانت الجاهلية تجعلها في العنق والعضد تسترقي بها وتظن أنها تدفع عن المرء العاهات وتمد في العمر قال الشاعر إذا مات لم تفلح مزينة بعده * فنوطي عليه يا مزين التمائما يقول علقي عليه هذا الخرز لتقيه المنية وقال عروة بن حزام جعلت لعراف اليمامة حكمة * وعراف نجد إن هما شفيان فما تركا من رقية يعلمانها * ولا سلوة إلا بها سقياني فقالا شفاك الله والله مالنا * بما حملت منك الضلوع يدان والسلوة حصاة كانوا يقولون إن العاشق إذا سقي الماء الذي تكون فيه سلا وذهب عنه ما هو به
(٣١٠)