بسم الله الرحمن الرحيم قال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة رحمه الله تعالى الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين أما بعد أسعدك الله تعالى بطاعته وحاطك بكلاءته ووفقك للحق برحمته وجعلك من أهله فإنك كتبت إلي تعلمني ما وقفت عليه من ثلب أهل الكلام أهل الحديث وامتهانهم وإسهابهم في الكتب بذمهم ورميهم بحمل الكذب ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف وكثرت النحل وتقطعت العصم وتعادى المسلمون وأكفر بعضهم بعضا وتعلق كل فريق منهم لمذهبه بجنس من الحديث فالخوارج تحتج بروايتهم ضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراءهم ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم ومن قتل دون ماله فهو شهيد والقاعد يحتج بروايتهم عليكم بالجماعة فإن يد الله عز وجل عليها ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه
(١١)