وإن عصوا فخرج عليهم وشقت عصا المسلمين كما فعل الخوارج ضل عاصيهم والذي يؤول إليه معنى الحديث أنه لا يعمل لهم ولا يخرج عليهم ويجوز أن يكون أراد ما يأمرون به على المنابر من الخير إن عصوا فيه ضل عاصيهم وما يأمرون به من المعاصي في غير ذلك المقام إن أطيعوا فيه غوى مطيعهم قالوا حديث يكذبه القرآن وحجة العقل قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته والله تعالى يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ويقول ليس كمثله شئ قالوا وليس يجوز في حجج العقل أن يكون الخالق يشبه المخلوق في شئ من الصفات وقد قال موسى عليه السلا رب أرني أنظر إليك قال لن تراني قالوا فإن كان هذا الحديث صحيحا فالرؤية فيه بمعنى العلم كما قال تعالى ألم تر إلى ربك كيف مد الظل وقال ألم تر أن الله على كل شئ قدير قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا الحديث صحيح لا يجوز على مثله الكذب لتتابع الروايات عن الثقات به من وجوه كثيرة
(١٩١)