وهذا رجل مؤمن بالله مقر به خائف له إلا أنه جهل صفة من صفاته فظن أنه إذ أحرق وذري الريح أنه يفوت الله تعالى فغفر الله تعالى له بمعرفته تأنيبه وبمخافته من عذابه جهله بهذه الصفة من صفاته وقد يغلط في صفات الله تعالى قوم من المسلمين ولا يحكم عليهم بالنار بل ترجأ أمورهم إلى من هو أعلم بهم وبنياتهم قالوا حديث يبطله القرآن قالوا رويتم أنه قال عليه السلام من ترك قتل الحيات مخافة الثأر فقد كفر والله تعالى يقول إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وهذا إن كان ذنبا فهو من الصغائر فكيف نكفره وأنتم تروون من زنى ومن سرق إذا قال لا إله إلا الله فهو مؤمن وهو في الجنة ثم تكفرون بترك قتل الحيات وفي هذا اختلاف وتناقض قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس ههنا اختلاف ولا تناقض ولم يكن القصد لترك قتل الحيات ولا أن ذلك يكون عظيما من الذنوب يخرج به الرجل إلى الكفر وإنما العظيم أن يتركها خشية الثأر وكان هذا أمرا من أمور الجاهلية وكانوا يقولون إن الجن تطلب بثأر الجان إذا قتل فربما قتلت قاتله وربما أصابته بخبل وربما قتلت ولده
(١١٢)