للحواريين ألم تسمعوا أنه قيل للأولين لا تكذبوا إذا حلفتم بالله تعالى ولكن اصدقوا وأنا أقول لكم لا تحلفوا بشئ لا بالسماء فإنها كرسي الله تعالى ولا بالأرض فإنها موطئ قدميه ولا بأورشليم بيت المقدس فإنها مدينة الملك الأكبر ولا تحلف برأسك فإنك لا تستطيع أن تزيد فيه شعرة سوداء ولا بيضاء ولكن ليكن قولكم نعم نعم ولا لا وما كان سوى ذلك فإنه من الشيطان قال أبو محمد هذا مع حديث حدثنيه يزيد بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن الزبير المكي قال حدثنا عبد الله بن الحارث عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن كعب قال إن وجا مقدس منه عرج الرب إلى السماء يوم قضاء خلق الأرض قالوا حديث في التشبيه قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضرس الكافر في النار مثل أحد وكثافة جلده أربعون ذراعا بباع الجبار قال أبو محمد ونحن نقول إن لهذا الحديث مخرجا حسنا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أراده وهو أن يكون الجبار ههنا الملك قال الله تبارك وتعالى وما أنت عليهم بجبار أي بملك مسلط والجبابرة الملوك وهذا كما يقول الناس هو كذا وكذا ذراعا بذراع الملك يريدون بالذراع الأكبر وأحسبه ملكا من ملوك العجم كان تام الذراع فنسب إليه قالوا حديث في التشبيه
(٢٠٠)