وهذا شاهد لما تأولناه في نصف الحسن فإن احتجوا بقول الله تعالى فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخر عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم وقالوا لم يقطعن أيديهن حين رأينه ولم يقلن إنه ملك كريم إلا لتفاوت حسنه وبعده مما عليه حسن الناس قلنا في تأويل الآية إنها لما سمعت بقول النسوة أن امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين أراد ت أن يرينه ليعذرنها في الفتنة به فاعتدت لهن متكأ أي طعاما وقد قرئ متكا وهو طعام يقطع بالسكين وقيل في بعض التفسير إنه الأترج وفي بعضه الزماورد وأيا ما كان فإنه لا يأكل حتى يقطع وأصل المتك والبتك واحد وهو القطع والميم تبدل من الباء كثيرا وتبدل الباء منها لتقارب المخرجين ثم قالت ليوسف اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه أي أعظمن أمره وأجللنه ووقع في قلوبهن مثل الذي وقع في قلبها من محبته فبهتن وتحيرن وأدمن النظر إليه حتى حززن أيديهن بتلك
(٢٩٥)