قالوا حديثان متدافعان متناقضان قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على المدين إذا لم يترك وفاء بدينه ثم رويتم أنه قال من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا فعلي وفي حديث آخر من ترك كلا فإلى الله ورسوله يعني عيالا فقراء وأطفالا لا كافل لهم فكيف يترك الصلاة على من ألزم نفسه قضاء الدين عنه والقيام بأمر ولده وعياله بعده وهذا تناقض قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس في هذا بحمد الله تعالى تناقض لان تركه الصلاة على المدين إذا لم يترك وفاء بدينه كان ذلك في صدر الاسلام قبل أن يفتح عليه الفتوح ويأتيه المال وأراد أن لا يستخف الناس بالدين ولا يأخذوا مالا يقدرون على قضائه فلما أفاء الله عز وجل عليه وفتح له الفتوح وأتته الأموال جعل للفقراء والذرية نصيبا في الفئ وقضى منه دين المسلم قالوا حديثان متدافعان متناقضان قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرجم ماعزا حتى أقر عنده بالزنا أربع مرات كل ذلك يعرض عنه ثم رجمه في الرابعة فأخذ بهذا قوم من فقهائكم وقالوا لا نرجم حتى يكون إقراره في عدد الشهود عليه وبذلك كان يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم رويتم أن رجلين تقدما إلى النبي صلى الله عليه وسلم
(١٧٧)