وكان أبو ذر يقول إن هذا من فسخ الحج لهم خاصة وإليه ذهب كثير من الفقهاء فيجوز أن تكون عائشة رضي الله عنها أهلت أولا بالحج فقالت للقاسم إني أهللت بالحج ثم فسخته وجعلته عمرة وقالت لعروة إني أهللت بعمرة وهي صادقة في الامرين لان الحج الذي أهلت به صار عمرة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا حديث يبطله حجة العقل قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كادت العين تسبق القدر ودخل عليه بابني جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما وهما ضارعان فقال مالي أراهم ضارعين قالوا تسرع إليهما العين فقال استرقوا لهما وقد نهى في غير حديث عن الرقى قالوا وكيف تعمل العين من بعد حتى تعل وتسقم هذا لا يقوم في وهم ولا يصح على نظر قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا قائم في الوهم صحيح في النظر من جهة الديانة ومن جهة الفلسفة التي يرتضون بها ويردون الأمور إليها والناس يختلفون في طبائعهم فمنهم من تضر عينه إذا أصاب بها ومنهم من لا تضر عينه ومنهم من يعض فتكون عضته كعضة الكلب الكلب في المضرة أو كنهشة الأفعى لا يسلم جريحها
(٣١٤)