والفأرة أيضا تخرج من جحرها فتفسد أطعمتهم وتقرض ثيابهم وتضرم بالذبالة على أهل البيت بيتهم ولا شئ من حشرات الأرض أعظم منها ضررا والغراب يقع على داء البعير الدبر فينقره حتى يقتله ولذلك تسميه العرب بن داية وينزع عن الخير ويختلس أطعمة الناس والكلب يعقر ويجرح وكذلك السباع العادية وكل هذه قد يجوز أن تسمى فواسق لخروجها على الناس واعتراضها بالمضار عليهم فأين كانوا عن هذا المخرج إذ قبح عندهم أن ينسبوا شيئا من هذه إلى طاعة أو معصية قالوا حديث يكذبه النظر قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ودرعه مرهونة عند يهودي بأصواع من شعير فيا سبحان الله أما كان في المسلمين مواس ولا مؤثر ولا مقرض وقد أكثر الله عز وجل الخير وفتح عليهم البلاد وجبوا ما بين أقصى اليمن إلى أقصى البحرين وأقصى عمان ثم بياض نجد والحجاز وهذا مع أموال الصحابة كعثمان وعبد الرحمن وفلان وفلان فأين كانوا قالوا وهذا كذب وقائله أراد مدحة النبي صلى الله عليه وسلم بالزهد وبالفقر وليس هكذا تمدح الرسل وكيف يجوع من يجهز الجيوش ومن يسوق المئين من البدن وله مما أفاء الله عليه مثل فدك وغيرها
(١٣٣)