وكذلك قول أبي مهدية الاعرابي اطلعت في النار فرأيت الشعراء لهم كصيص يعني التواء وأنشد جناد بها صرعى لهن كصيص أي التواء ولو قال قائل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها البله واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء إن اطلاعه فيهما كان بالفكر والاقبال كان تأويلا حسنا قالوا حديث يكذبه النظر قالوا رويتم عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام لطم عين ملك الموت فأعوره فإن كان يجوز على ملك الموت العور جاز عليه العمى ولعل عيسى بن مريم عليه السلام قد لطم الأخرى فأعماه لان عيسى عليه السلام كان أشد للموت كراهية من موسى عليه السلام وكان يقول اللهم إن كنت صارفا هذه الكأس عن أحد من الناس فاصرفها عني قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا الحديث حسن الطريق عند أصحاب الحديث وأحسب له أصلا في الاخبار القديمة وله تأويل صحيح لا يدفعه النظر والذي نذهب إليه فيه أن ملائكة الله تعالى روحانيون والروحاني منسوب إلى الروح نسبة الخلقة فكأنهم أرواح لا جثث لهم فتلحقها الابصار ولا عيون لها كعيوننا ولا أبشار كأبشارنا
(٢٥٦)