قالوا رويتم أن بن عباس قال الحجر الأسود يمين الله تعالى في الأرض يصافح بها من شاء من خلقه قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا تمثيل وتشبيه وأصله أن الملك كان إذا صافح رجلا قبل الرجل يده فكأن الحجر لله تعالى بمنزلة اليمين للملك تستلم وتلثم وبلغني عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت إن الله تبارك وتعالى حين أخذ الميثاق من بني آدم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى جعل ذلك في الحجر الأسود وقال أما سمعتم إذا استلموه يقولون إيمانا بك ووفاء بعهدك أي قد وفينا بعهدك أنك أنت ربنا وذلك أن الجاهلية قد استلموه وكانوا مشركين لم يستلموه بحقه لأنهم كانوا كفارا قالوا حديث في التشبيه قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربي في أحسن صورة ووضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثندوتي قال أبو محمد ونحن نقول إن الله لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار يعني في الدنيا فإذا كان يوم القيامة رآه المؤمنون كما يرون القمر ليلة البدر وقد سأله موسى صلى الله عليه وسلم فقال رب أرني أنظر إليك
(٢٠١)