فقال يا أبا أمية إنه حجر إذا رأته الحبلى ألقت ولدها وإذا وقع في الحل غلي وإذا وضع في التنور برد فسكت شريح ولم يقل شيئا حتى قاما وهذه الأشياء رحمك الله لا يضبطها وهم ولا يعرف أكثرها بقياس ولو تتبعنا مثل هذا من عجائب الخلق لكثر وطال قالوا حديث يحتج به الروافض في إكفار أصحاب محد صلى الله عليه وسلم تسليما قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليردن علي الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني فأقول يا رب أصيحابي أصيحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم قالوا وهذه حجة للروافض في إكفارهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عليا وأبا ذر والمقداد وسلمان وعمار بن ياسر وحذيفة الله عز وجل قال أبو محمد ونحن نقول إنهم لو تدبروا الحديث وفهموا ألفاظه لاستدلوا على أنه لم يرد بذلك إلا القليل يدلك على ذلك قوله ليردن علي الحوض أقوام ولو كان أرادهم جميعا إلا من ذكروا لقال لتردن علي الحوض ثم لتختلجن دوني ألا ترى أن القائل إذا قال أتاني اليوم أقوام من بني تميم وأقوام من أهل الكوفة فإنما يريد قليلا من كثير ولو أراد أنهم اتوه إلا نفرا يسيرا قال أتاني بنو تميم وأتاني أهل الكوفة ولم يجز أن يقول قوم لان القوم هم الذين تخلفوا
(٢١٧)