ولم تزل العرب تنسب جنسا من الإبل إلى الحوش فتقول ناقة حوشية وإبل حوشية وهي أنفر الإبل وأصعبها ويزعمون أن للجن نعما ببلاد الحوش وأنها ضربت في نعم الناس فنتجت هذه الحوشية قال رؤبة جرت رحانا من بلاد الحوش وقد يجوز على هذا المذهب أن تكون في الأصل من نتاج نعم الجن لا من الجن أنفسها ولذلك قال من أعنان الشياطين أي من نواحيها وهذا شئ لا ينكره إلا من أنكر الجن أنفسها والشياطين ولم يؤمن إلا بما رأته عينه وأدركته حواسه وهو من عقد قوم من الزنادقة والفلاسفة يقال هم الدهرية وليس من عقد المسلمين قالوا حديث يفسد بعضه بعضا قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم وقال الأسود شيطان قالوا فكأنه إنما قتله لأنه أسود أو لأنه شيطان مع عفوه عن جماعة الكلاب لأنها أمة وليس في كونها أمة علة تمنع من القتل ولا توجبه
(١٢٥)