فأعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا باطل وقال من صدق بهذا فقد كفر يريد بما أتينا به من بطلانه والكفر عندنا صنفان أحدهما الكفر بالأصل كالكفر بالله تعالى أو برسله أو ملائكته أو كتبه أو بالبعث وهذا هو الأصل الذي من كفر بشئ منه فقد خرج عن جملة المسلمين فإن مات لم يرثه ذو قرابته المسلم ولم يصل عليه والآخر الكفر بفرع من الفروع على تأويل الكفر بالقدر والانكار للمسح على الخفين وترك إيقاع الطلاق الثلاث وأشباه هذا وهذا لا يخرج به عن الاسلام ولا يقال لمن كفر بشئ منه كافر كما أنه يقال للمنافق آمن ولا يقال مؤمن قالوا حديث يكذبه النظر والعيان والخبر والقرآن قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال منبري هذا على ترعة من ترع الجنة وما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة والله عز وجل يقول عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ويقول تعالى وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ورويتم في غير حديث أن الجنة في السماء السابعة قالوا وهذا اختلاف وتناقض قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس ههنا اختلاف ولا تناقض فإنه لم يرد بقوله ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة أن ذلك بعينه روضة وإنما أراد أن
(١١٣)