على ذلك الموضع فيلذعه به وأنه أيضا يكوي الصحيح لئلا يسقم فتطول صحته وكان مع هذا يدعي أشياء من استنزال المطر وإنشاء السحاب في غير وقته وإثارة الريح مع أكاذيب كثيرة وحماقات ظاهرة بينة وأصحاب يؤمنون بذلك ويشهدون له على صدق ما يقول وقد امتحناه في بعض ما ادعى فلم يرجع منه إلى قليل ولا كثير وكانت العرب تذهب هذا المذهب في جاهليتها وتفعل شبيها بذلك في الإبل إذا وقعت النقبة فيها وهو جرب أو العر وهو قروح تكون في وجوهها ومشافرها فتعمد إلى بعير منها صحيح فتكويه ليبرأ منها ما به العر أو النقبة وقد ذكر ذلك النابغة في قوله للنعمان فحملتني ذنب امرئ وتركته * كذي العر يكوى غيره وهو راتع وهذا هو الامر الذي أبطله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه لم يتوكل من اكتوى لأنه ظن أن اكتواءه وإفزاعه الطبيعة بالنار وهو صحيح يدفع عنه قدر الله تعالى ولو توكل عليه وعلم أن لا منجى من قضائه لم يتعالج وهو صحيح ولم يكو موضعا لا علة به ليبرأ العليل وأما الجنس الآخر فكي الجرح إذا نغل وإذا سأل دمه فلم ينقطع وكي العضو إذا قطع أو حسمه وكي عروق من سقي بطنه وبدنه
(٣٠٧)