ومما يزيد في وضوح هذا الحديث الآخر إذا زنى الزاني سلب الايمان فإن تاب ألبسه ورجل صدق بلسانه وقلبه وأدى الفرائض واجتنب الكبائر فذلك المؤمن حقا المستكمل شرائط الايمان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمن من لم يأمن جاره بوائقه يزيد ليس بمستكمل الايمان وقال لم يؤمن من لم يأمن المسلمون من لسانه ويده أي ليس بمستكمل الايمان وقال لم يؤمن من بات شبعان وبات جاره طاويا أي لم يستكمل الايمان وهذا شبيه بقوله لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه يريد لاكمال وضوء ولا فضيلة وضوء وكذلك قول عمر رضي الله عنه لا إيمان لمن لم يحج يريد لاكمال إيمان والناس يقولون فلان لا عقل له يريدون ليس هو مستكمل العقل ولا دين له أي ليس بمستكمل الدين وأما قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله فهو في الجنة وإن زنى وإن سرق فإنه لا يخلو من وجهين أحدهما أن يكون قاله على العاقبة يريد أن عاقبة أمره إلى الجنة وإن عذب بالزنا والسرقة والآخر أن تلحقه رحمة الله تعالى وشفاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فيصير إلى الجنة بشهادة أن لا إله لا الله حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن أبيه عن جده عن الحسن أنه قال لا إله إلا الله ثمن الجنة
(١٦١)