حدثنا أبو الخطاب قال نا بشر بن المفضل قال نا داود بن أبي هند عن عامر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقي موسى آدم صلى الله عليهما وسلم فقال أنت آدم أبو البشر الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة قال نعم فقال ألست موسى الذي اصطفاك الله على الناس برسالاته وبكلامه قال بلى قال أفليس تجد فيما أنزل عليك أنه سيخرجني منها قبل أن يدخلنيها قال بلى قال فخصم آدم موسى صلى الله عليهما وسلم قال أبو محمد فأي شئ في هذا القول يدل على أن موسى عليه السلام كان قدريا ونحن نعلم أن كل شئ بقدر الله وقضائه غير أنا ننسب الافعال إلى فاعليها ونحمد المحسن على إحسانه ونلوم المسئ بإساءته ونعتد على المذنب بذنوبه وأما قولهم إن أبا بكر رضي الله عنه كان قدريا فهو أيضا تحريف وزيادة في الحديث وإنما تنازعا في القدر وهما لا يعلمان فلما علما كيف ذلك اجتمعا فيه على أمر واحد كما كانا لا يعلمان أمورا كثيرة من أمر الدين وأمر التوحيد حتى أعلمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل الكتاب وحدت السنن فعلما بعد ذلك على أن الحديث عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عند أهل الحديث ضعيف يرويه إسماعيل بن عبد السلام عن زيد بن عبد الرحمن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ويرويه رجل من أهل خراسان عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب وهؤلاء لا يعرف أكثرهم قالوا حديث يكذبه النظر قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء شعبة من الايمان قالوا والايمان اكتساب والحياء غريزة مركبة في المرء فكيف تكون الغريزة اكتسابا
(٢٢٠)