قال أبو محمد ونحن نقول إن العجب والضحك ليس على ما ظنوا وإنما هو على حل عنده كذا بمحل ما يعجب منه وبمحل ما يضحك منه لان الضاحك إنما يضحك لامر معجب له ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري الذي ضافه ضيف وليس في طعامه فضل عن كفايته فأمر امرأته بإطفاء السراج ليأكل الضيف وهو لا يشعر أن المضيف له لا يأكل لقد عجب الله تعالى من صنيعكما البارحة أي حل عنده محل ما يعجب الناس منه وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وإن تعجب فعجب قولهم لم يرد أنه عندي عجب وإنما أراد أنه عجيب عند من سمعه قالوا حديث في التشبيه قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن وينبغي أن تكون الريح عندكم غير مخلوقة لأنه لا يكون من الرحمن عز وجل شئ مخلوق قال أبو محمد ونحن نقول إنه لم يرد بالنفس ما ذهبوا إليه وإنما أراد أن الريح من فرج الرحمن عز وجل وروحه يقال اللهم نفس عني الأذى وقد فرج الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم بالريح يوم الأحزاب وقال تعالى فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكذلك قوله إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن قال أبو محمد وهذا من الكناية لان معنى هذا أنه قال كنت في شدة وكرب وغم من أهل مكة ففرج الله عني بالأنصار يعني أنه يجد الفرج من قبل الأنصار وهم من اليمن فالريح من فرج الله تعالى وروحه كما كان الأنصار من فرج الله تعالى
(١٩٨)