قال أبو محمد ونحن لم نذكر قول من تأول هذا التأويل في هذا لحديث أننا رأيناه صوابا وإنما ذكرناه ليعلم أن الحديث قد تأوله قوم واحتجوا له بهذين الحديثين اللذين ذكرناهما وكيف يكون ذلك كما تأولوا والله عز وجل يقول سبحان الذي أسرى بعبده ليلا الآية وهذا لا يجوز أن يتأول فيه هذا التأويل ولا يدفع بمثل هذه الأحاديث ونحن نعوذ بالله أن نتعسف فنتأول فيما جعله الله فضيلة لمحمد ونحن نسلم للحديث ونحمل الكتاب على ظاهره قالوا حديث في التشبيه قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل خلق آدم على صورته والله تبارك وتعالى يجل عن أن يكون له صورة أو مثال قال أبو محمد ونحن نقول كما قالوا إن الله تعالى وله الحمد يجل عن أن يكون له صورة أو مثال غير أن الناس ألفوا الشئ وأنسوا به فسكتوا عنده وأنكروا مثله ألا ترى أن الله تعالى يقول في وصفه نفسه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير وظاهر هذا يدل على أن مثله لا يشبهه شئ ومثل الشئ غير الشئ فقد صار على هذا الظاهر لله تعالى مثل ومعنى ذلك في اللغة أنه يقام المثل مقام
(٢٠٣)