فلما جاء به الرسول إلى عمر رضي الله عنه قال رحم الله أبا بكر لقد كلف من بعده تعبا ولو كان ما فعله أبو بكر من هذا الامر ظلما لفاطمة رضي الله عنها لرده علي رضي الله عنه حين ولي على ولدها وأما مخاصمة علي والعباس إلى أبي بكر رضي الله عنهم في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس يصح لي معناه وكيف يتخاصمان في شئ لم يدفع إليهما أو يتحاقان شيئا قد منعاه وكلاهما لا يخفى عليه أنهما إذا ورثا كان بعد ثمن نسائه لعلي من حق فاطمة رضي الله عنها النصف وللعباس رضي الله عنه النصف مع فاطمة ففي أي شئ اختصما وإنما كان الوجه في هذا أن يخاصما أبي بكر وقد اختصما إلى عمر رضي الله عنه لما ولاهما القيام بذلك وإلى عثمان بعد وهذا تنازع له وجه وسبب رحمة الله عليهم أجمعين قالوا أحاديث متناقضة قالوا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا رضاع بعد فصال وقال انظرن ما إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة يريد ما رضعه الصبي فعصمه من الجوع ثم رويتم عن بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم علي كراهة فقال أرضعيه قالت أرضعه وهو رجل كبير فضحك ثم قال ألست أعلم أنه رجل كبير
(٢٨٤)