وأما قولهم إن كانت الخطايا سودته فقد يجب أن يبيض لما أسلم الناس فمن الذي أوجب أن يبيض بإسلام الناس ولو شاء الله تعالى لفعل ذلك من غير أن يجب وبعد فإنهم أصحاب قياس وفلسفة فكيف ذهب عليهم أن السواد يصبغ ولا ينصبغ والبياض ينصبغ ولا يصبغ قالوا أحاديث متناقضة قالوا رويتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أنا من دد ولا الدد مني وأن عبد الله بن عمرو قال له أكتب كل ما أسمع منك في الرضا والغضب فقال نعم إني لا أقول في ذلك كله إلا الحق ثم رويتم أنه كان يمزح وأنه استدبر رجلا من ورائه فأخذ بعينيه وقال من يشتري مني هذا العبد ووقف على وفد الحبشة فنظر إليهم وهم يزفنون وعلى أصحاب الدركلة وهم يلعبون وسابق عائشة رضي الله عنها فسبقها تارة وسبقته أخرى
(٢٦٩)