وكذلك روي في الاقتعاط وهو أن يلبس العمامة ولا يتلحى بها أنها عمة الشيطان لا يراد بذلك أن الشيطان يعتم وإنما يراد أنها العمة التي يحبها الشيطان ويدعو إليها وكذلك نقول في قوله للمستحاضة إنها ركضة الشيطان والركضة الدفعة إنه لا يخلو من أحد معنيين إما أن يكون الشيطان يدفع ذلك العرق فيسيل منه دم الاستحاضة ليفسد على المرأة صلاتها بنقض طهورها وليس بعجيب أن يقدر على إخراج ذلك الدم بدفعته من يجري من بن آدم مجرى الدم أو تكون تلك الدفعة من الطبيعة فنسبت إلى الشيطان لأنها من الأمور التي تفسد الصلاة كما نسب إليه الاكل بالشمال والعمة على الرأس دون التلحي والحمرة قال أبو محمد حدثني زياد بن يحيى قال نا بشر بن المفضل عن يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمرة من زينة الشيطان والشيطان يحب الحمرة ولهذا كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصفر للرجال قال إبراهيم إني لألبس المعصفر وأنا أعلم أنه زينة الشيطان وأتختم الحديث وأنا أعلم أنه حلية أهل النار وجعل الحديد حلية أهل النار وأهل النار لا يتحلون بالحلي
(٣٠٥)