ويعتبر ذلك برد الامر إلى ما يفهمون من كلامنا لان كلامنا ليس عملا لنا إنما هو صوت وحروف مقطعة وكلاهما لا يجوز أن يكون لنا فعلا لأنهما جميعا خلق الله وإنما لنا من العمل فيهما الأداء والثواب من الله تعالى يقع عليه ومثل ذلك مثل رجل أودعته مالا ثم استرجعته منه فأداه إليك بيده فليس له في المال ولا في اليد ثواب وإنما الثواب في تأدية المال وكذلك الثواب لك في تأدية القرآن بالصوت والحروف المقطعة والقرآن بهذا النظم وهذا التأليف كلام الله تعالى ومنه بدا وكل من أداه فهو مؤد لكلام الله تعالى لا يزيل ذلك عنه أن يكون هو القارئ له ولو أن رجلا ألف خطبة أو عمل قصيدة ثم نقل ذلك عنه لم يكن الكلام ولا الشعر عملا للناقل وإنما يكون الشعر للمؤلف وليس للناقل منه إلا الأداء قالوا أحاديث يخالفها الاجماع قالوا رويتم عن أيوب عن بن سيرين عن عمرو بن وهب الثقفي عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم تبرز لحاجته فأتبعته بماء فتوضأ ومسح على عمامته ثم صلى الغداة ورويتم عن أبي معاوية عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخمار ورويتم عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عمرو بن أمية الضمري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح على العمامة
(٢٤١)