قال أبو محمد وقد بينت هذا في كتاب غريب الحديث بأكثر من هذا البيان ولم أجد بد من ذكره ههنا ليكون الكتاب جامعا للفن الذي قصدوا له قالوا حديث في التشبيه قالوا رويتم أنه قال لاحد ابني ابنته والله إنكم لتجبنون وتبخلون وإنكم من ريحان الله وإن آخر وطأة وطئها الله بوج قال أبو محمد ونحن نقول إن لهذا الحديث مخرجا حسنا قد ذهب إليه بعض أهل النظر وبعض أهل الحديث قالوا إن آخر ما أوقع الله عز وجل بالمشركين بالطائف وكانت آخر غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوج ووج واد قبل الطائف وكان سفيان بن عيينة يذهب إلى هذا قال وهو مثل قوله في دعائه اللهم اشدد وطأتك على مضر وابعث عليهم سنين كسني يوسف فتتابع القحط عليهم سبع سنين حتى أكلوا القد والعظام وتقول في الكلام اشتدت وطأة السلطان على رعيته وقد وطئهم وطئا ثقيلا ووطئ المقيد قال الشاعر ووطئتنا وطأ على حنق وطئ المقيد ثابت الهرم والمقيد أثقل شئ وطئا لأنه يرسف في قيده فيضع رجلين معا والهرم نبت ضعيف فإذا وطئه كسره وفته وهذا المذهب بعيد من الاستكراه قريب من القلوب غير أني لا أقضي به على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني قرأت في الإنجيل الصحيح أن المسيح عليه السلام قال
(١٩٩)